السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لكل شخص منا مشاعر واحاسيس تتملك قلبه الصغير من وقت لأخر، فأحيانا تكون هذه المشاعر جياشة، متأججه كبركان يرغب بالإنفجار، او كسيل يود لو يلتقي بمجرى النهر ليفجر مشاعره على صخور المجرى المتناثرة. وباختلاف مشاعرنا تختلف طرق التعبير عنها، فلكل منا اسلوبه الخاص، فنجد فئة تحب الحديث عن تلك المشاعر التي تتخبط بين طيات الروح، وفئة اخرى تكتم مشاعرها وتدفنها في مقبرة النسيان، وفئة اخرى تمسك بقلم وتنقش المشاعر على وريقات بيضاء لترسم لنا لوحات ملونه، او قصائد موزونة أو خواطر معبرة. فيكمن الإبداع في طريقة التعبير الإستثنائية. ولمن اتخذ من القلم رفيقا له، معبرا عن وجدانه بالحروف، منتهجأ الخواطر منهاجا للترويح عن النفس وترجمة المشاعر، يبقى السؤال المهم، والخطوة الأصعب، كيف ابدأ بكتابة الخاطرة؟!؟!؟
النقاط الواجب مراعاتها في كتابة الخواطر
اسم الخاطرة وعنوانها الجاذب: فلابد من مراعاة اتصال فكرة الخاطره بعنوانها، فيكون معبراً عن المحتوى الأساسي للخاطرة بشكل غير مباشر، ويفضل ان يختار الكاتب عنوان جاذب، قوي في المعنى، معبر مبهم في الوقت ذاته.
الافتتاحية: قوية جاذبة ترسل إشارات الحيرة والإثارة في نفس القارئ، فتجبره على متابعة القراءة والمتابعة حتى يصل القارئ إلى اخر حرف من حروف الخاطره، فالخاطرة الناجحة هي التي تجذب ذهن القارئ من الوهلة الأولى، بنثر تعابير قوية، وصور بلاغية ومشاعر حيه تتوهج بين سطور الخاطرة.
الأسلوب: يكون شفافا بعض الشيء، فالأسلوب ماهو إلا انعكاس تام لمشاعر الكاتب، وفكره الواضح، فبوضوح الأسلوب تتضح لنا الفكرة، ولكن لابد من إضافة رشة غموض على الأسلوب، فبذلك يضمن الكاتب تفاعل القارئ مع الكلمات والعيش بين الأحاسيس المتمثلة في الحروف.
خاطرة حيه متناسقة وصور بلاغية: فالإبداع يكمن في بث الحياة في الحروف والكلمات، فالكاتب الماهر هو الذي يصف الموقف ببلاغة ودقة فيجبر القارئ على استحضار المشهد في ذهنه. وهنا لابد من التنسيق بين الأفكار وترتبيها بطريقة سلسلة منطقية خالية من التكرار الغير مبرر في الأفكار والعبارات. ولابد للكاتب من الإستفادة من التشبيهات والصور البلاغية في التعبير ووصف المشهد، فقد يلجأ إلى وصف حال البحر بالغموض وهي صفة من صفات البشر، وقد يقرن الشمس بالبسمة والضحكة المشرقة للإنسان ككتابة (تلك الشمس الباسمة، وضحكة الصديقة المشرقة)
جوهر الخاطره: فعندما يتعمق الكاتب ويدمج بين الخيال والواقع بأسلوبه المميز، يصل بالقارئ إلى العقدة والمغزى بسلاسة ويسر، فخاطرة بلا مغزى، كالفاكهة بلا قيمة غذائية..!! فلا بد من وجود هدف تبنى على أساسه الخاطره وتقاسيمها البلاغية، فهنا يحقق الكاتب الاستمتاع المفيد للقارئ.
همسة ماقبل الختام، والنهاية: فتكون النهاية غير مركبة خالية من العقد، وكشف الغموض عن الخاطره وتوضح الصورة للقارئ قبل بوابة النهاية. وفي نهاية المطاف لابد ان تكون الجمل الختامية متصلة بافتتاحية الخاطرة وباقي أجزائها، فلا تكون شاذة وخالية من أي معنى مفيد. ولكن معبره عن فكر الكاتب ومشاعره الصادقة.
اتمنى يكون هالموضوع مفيد لكل من يحب كتابة الخواطر، ولو في اي شي فاتني فالسموحة، واتمنى ماتبخلون علينا بأي اضافة مفيده.